أماكن سياحيةالخيولرحلات

معرض “الفرس” بمدينة الجديدة

معرض الفرس، موعد سنوي للمهنيين والجمهور العريض

يعتبر معرض الفرس، الذي ينظم من طرف جمعية معرض الفرس، واجهة تعكس التراث المغربي الأصيل في مجال الفروسية وحدثا مهما لتشجيع سلسلة تربية الخيول الوطنية. في كل سنة، يشهد المعرض مسابقات وطنية ودولية من مستوى عال وبرنامجا تنشيطيا غنيا ومتنوعا، يخصص بالكامل لعالم الفرس: أنشطة ترفيهية، ثقافية، فنية، رياضية موجهة لكافة فئات الجمهور. تجري فعالياته في مركز المعارض محمد السادس بالجديدة الموقع الرسمي للحدث

إعلانات

يعد معرض الفرس لمدينة الجديدة، محطة وطنية للتعريف بالفرس وتكريس للاهتمام الموصول بتقاليد الفروسية المرتبطة بالهوية الثقافية المغربية.
وتبرز هذه التظاهرة، التي يحتضها مركز المعارض محمد السادس بالجديدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما يزخر به تراث المملكة من تقاليد عريقة تعكس العلاقة المتعددة الأبعاد التي جمعت الإنسان المغربي بالجواد ومدى العناية التي يحيط بها المغاربة الفرس.
كما يعكس هذا الملتقى الدولي للفرس، مدى الإهتمام بتربية الخيول بحكم الارتباط الثقافي للمغاربة بالفرس واستعمالاته المتعددة (فنون الفروسية التقليدية والأعمال اليومية بالبوادي وسباقات الخيل ومسابقات القفز على الحواجز…).
ويأتي المعرض لخلق فضاء للقاء بين كل الشركاء والفاعلين في مجال تربية الخيول بالمغرب بهدف تشجيع وتنمية الإنتاج في قطاع يعتبر من أهم الثروات الوطنية.
وهكذا سيتم خلال أيام هذه التظاهرة الكبرى، التي تشكل أيضا واجهة وطنية للتراث الفروسي ولإشعاعه الدولي، اكتشاف مختلف سلالات الفرس في روعتها، سواء منها العربي الأصيل أو البربري أو الانجليزي العربي، وذلك من خلال المعارض والمحاضرات ومسابقات الخيول الأصيلة.
وسيتحول مركز المعارض محمد السادس ، وككل سنة، إلى قبلة لكل عشاق الخيل للتعرف عن قرب على ما وصلت إليه تربية الخيول وما يرتبط بها، بالنظر لكون الفرس يعتبر جزءا لا يتجزأ من تاريخ الثقافة المغربية.
وتكمن المهمة الأساسية لهذا المعرض، الذي تنظمه جمعية معرض الفرس، في استعراض الفرس وكل ما يتعلق به، حيث تقترح هاته التظاهرة العديد من الفضاءات، كل واحد منها يتطرق لمجال محدد، ليكون الكل ضمن مفهوم معماري فريد يستلهم عالم الفرس، بمرابطه وحلباته وحظائره وحواجزه.
وتعرف هذه الدورة إقامة أروقة تؤرخ لعشر سنوات من المعرض، وتنظيم الدورة الثانية من الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، وإصدار طابع بريدي بالمناسبة، فضلا عن حضور بارز لدول من إفريقيا، وتنظيم مباريات ومنافسات وأمسيات للفروسية الاستعراضية.
ويتضمن المعرض أيضا عددا من الأروقة منها بالخصوص، رواق القوات المسلحة الملكية، والحرس الملكي، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، وكذا رواق الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والمركب الملكي دار السلام للفروسية.
كما ستعرف هذه التظاهرة مشاركة عدة جهات بالمملكة تقدم كلا منها للزوار لمحة عن تراثها وتاريخها في مجال الفروسية.
وسيتم بالمناسبة تنظيم محاضرات ثقافية وعلمية من أجل مناقشة التطورات التي يعرفها قطاع الخيول، وذلك في إطار مواصلة الالتزام لفائدة التنمية والبحث في المجالات العلمية والثقافية المتعلقة بالفرس.
وسيضفي الدوري المغربي الملكي الدولي للقفز على الحواجز، نكهة خاصة على معرض الفرس، باعتبار المشاركة الوازنة لأجود الفرسان من بلدان رائدة في رياضة الفروسية كإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإنجلترا وسويسرا وأيضا من بلدان عربية كالسعودية وقطر والأردن ومصر وسوريا، بالإضافة إلى عدد من الفرسان المغاربة الذين تألقوا في مختلف الاستحقاقات الوطنية والقارية والدولية .
ويذكر أن المغرب قطع شوطا كبيرا في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتحديد السلالات والحفاظ عليها ، إذ عمل على استعمال برنامج معلوماتي متطور لتوفير سجلات رسمية لجميع الخيول بالمغرب تتضمن كل المعلومات عنها منذ ولادتها، إضافة إلى إنشاء مختبر، يعد الثاني من نوعه بإفريقيا ، لتحديد السلالات من خلال ضبط الحمض النووي.
ومن بين الإجراءات الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب في هذا السياق، والتي تمت تهيئها بشراكة مع كافة المتدخلين ، اقتناء فحول ذات جودة عالية لغرض تحسين النسل وتجهيز الحريسات (المرابط) الجهوية بوسائل التلقيح الاصطناعي وتخصيص منح عند ولادة المهور بالإضافة إلى تأهيل الأطر المشتغلة في هذا المجال، بغية تشجيع إنتاج الخيول بصفة عامة والحصان البربري والعربي البربري بصفة خاصة .
وقد نجح المغرب في التعريف بالأهمية التي يوليها لتربية الخيول وخاصة منها العربية الأصيلة على المستوى الدولي بفضل مشاركاته في المؤتمرات والندوات التي تنظمها المؤسسات الدولية كالمنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة التي انعقد أول مؤتمر لها بمراكش سنة 1986 ، ومنظمة المؤتمر الأوروبي للمؤسسات العالمية للجواد العربي ، والمؤسسة الأمريكية ، والفيدرالية الدولية لسلطات سباق الخيول العربية .
تجدر الإشارة إلى أن “جمعية معرض الفرس للجديدة”، التي تأسست سنة 2008، هي جمعية ذات منفعة عامة، تهدف إلى “تنظيم معرض الفرس” للجديدة، و”العمل على إحداث قنوات للتعاون المشترك والتواصل مع هيئات من القطاعين العمومي والخاص والمجتمع المدني، ومع كل المعارض المماثلة، سواء في المغرب أو في الخارج”، و”تشجيع كل الأنشطة التي تهتم بتأهيل الفرس وإعطائه الأهمية المستحقة وذلك خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للعالم القروي”، فضلا عن “إبراز وإشعاع موروث وتقاليد الفروسية للمغرب”.

إعلانات

واجهة وطنية لإبراز عراقة وأصالة صناعة السروج بالمغرب والمساهمة في إشعاعها الدولي، وفرصة للوقوف على مهارة وإبداع الصانع التقليدي المغربي.

إعلانات

ويخصص هذا الحدث الدولي، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أروقة خاصة للمهن والحرف المرتبطة بالفروسية، وفضاءات للقاء بين الصناع التقليدين والمهتمين بقطاع الخيول بالمغرب.

إعلانات

وفي هذا السياق يقول عمر الناصيري رئيس تعاونية سروج الأصالة بمدينة وادي زم (جهة بني ملال خنيفرة) ،الذي يشارك في معرض الفرس منذ سبع سنوات، إن صناعة سروج الخيل تعد من أعرق الصناعات التقليدية التي اشتهر بها المغاربة ، وتجمع بين عدة حرف كالنجارة والحدادة والصفارة (النحاس) والدباغة والطرازة.

وأضاف الصانع التقليدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مرحلة صناعة السرج تبدأ ب 54 قطعة يتم تجميعها لتصير 11 قطعة في الأخير، مشيرا إلى أنه لإعداد سرج يتطلب الأمر عدة متعاونين في الورشة، ويستغرق انجازه حوالي ستة أيام، بمشاركة خمسة إلى ستة أشخاص، ويتراوح ثمنه مابين 6000 و 15000 درهم.

وقال الناصري، الذي ورث الحرفة عن أبيه، إن المواد التي يصنع منها السرج وجودتها تلعب دورا هاما في الحفاظ على صحة الفرس، مشيرا في هذا الصدد إلى “الترشيح”، الفراش الذي يوضع أولا على ظهر الفرس ، والذي يجب أن يتكون من سجادات مصنوعة من الصوف حتى تمتص العرق جراء المجهود الذي يقوم به الفرس.

وأشار إلى أن معرض الفرس يمثل بالنسبة له فرصة هامة للتعريف بالسروج التقليدية التي يتفنن في صنعها وتزيينها برسومات تحيل على التراث المغربي، ويساهم بشكل كبير في التنمية السوسيو -اقتصادية، فضلا عن تشجيع الأنشطة الرامية إلى إنعاش هذا الموروث وتقاليد الفروسية بالمملكة، منوها بالإقبال المتزايد على السروج التقليدية المغربية سنة بعد أخرى، مما يبرز الاهتمام المتنامي بالفرس ومعداته وبالصناعة التقليدية عامة.

يذكر أن الدورة الثانية عشرة لمعرض الفرس بالجديدة، الذي انطلقت فعالياته أمس الثلاثاء بمركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة، تحت شعار “الفرس في المنظومات البيئية المغربية” ، يعرف مشاركة أزيد من 700 فارس من حوالي 40 دولة .

إعلانات
id'up_media_marketing_agency_mroc
إعلانات

اترك لنا تعليق عن الموضوع